Saturday, October 23, 2010

الثالوث المقدس عند الملحدين

ماذا لو قُدّر للملحديين أن يختاروا ثالوثا مقدسا لعبادته على غرار الثالوث المقدس عند المسيحيين؟ للوهلة الأولى يمكننا الجزم بأن أي نوع من العبادة يتنافى مع مبدأ الإلحاد. وتنم بذلك فكرة إتخاذ الملحديين آلهة عن نوع من التناقض أو تصبح مدعاة إلى السخرية. ولكن إذا نظرنا إلى الأمر بشكل أكثر جدّية لوجدنا أن للإلحاد في المفهوم المعاصر عدة تعاريف. أحد هذه التعاريف هو عدم الإيمان "بالإله الشخصي"، أي الإله عند الديانات الإبراهيمية الذي خُلق على صورة الإنسان. هذا الإله الذي يغضب وينتقم ويحب ويسامح بل ويبذل جهدا في إدارة أموره حتى أنه إضطر إلى الإستراحة يوما كاملا بعد خلق الكون. أما الأسباب التي أدت إلى بروز هذا النمط الجديد من الإلحاد، فتعود برأيي وبالدرجة الأولى إلى إحتكار الديانات الإبراهيمية لإسم الله (god) مما يجعل مفهوم كلمة الله في يومنا هذا مرتبطا إرتباطا حصريا بالإله الشخصي. مثلا، عندما قال أنشتاين أن "الله لا يلعب النرد مع الكون" إستُغلت هذه العبارة الشهيرة للترويج بأن أنشتاين كان يؤمن بالله وفقا للصورة التوراتية (الإنجيلية). ولكنّ أنشتاين وضّح مرارا وبشكل صريح وحازم أنه لا يؤمن بإله اليهود (المسيحيين). ومن أجمل ما قاله أنشتاين في نقض خرافة الإله الشخصي الإبراهيمية هي العبارة الموجودة (بالإنكليزية) في عنوان هذه المدونة: "لا أستطيع أن أتصور إلهاً يكافئ ويعاقب مخلوقاته، إلهاً يحدد أهدافه وفقا لأهدافنا نحن البشر، إلهاً هو باختصار انعكاس لضعفنا البشري. كما أنني لا أستطيع أن أصدق بأن الإنسان يستمر بعد موت جسده، مع أن الكثير من ضعفاء النفوس يؤمنون بذلك أما بدافع الخوف أو بدافع النرجسية البلهاء."

إن إله أنشتاين إذا هو أبعد ما يكون عن الإله الشخصي في الديانات الإبراهيمية. إله أنشتاين ربما هو القانون الفيزيائي الذي يسيّر هذا الكون. ووفقا لهذا التعريف لا يصبح الإختلاف كبيرا بين من أنكر وجود علة أولى أي الملحد في التعريف الضيق للكلمة، ومن إعتقد أن العلة تكمن في القوانين الفيزيائية نفسها. وقد تكلم دوكينز عن هذا المفهوم للإيمان في كتابه "وهم الإله"، عندما قال: "أنا أيضا مؤمن... ولكني أفضل أن لا أصف نفسي بالمؤمن لأن ذلك الوصف مضلل. إنه مضلل بشكل كبير لأن الإيمان عند معظم الناس يرتبط بالأشياء الخارقة للطبيعة." ويكمل دوكنز: "لقد أجاد كارل سغان الوصف عندما قال: إذا قصدنا بكلمة الله القانون الفيزيائي المسيّر للكون، فهذا الإله هو حتما موجود. ولكن هذا الإله غير مرضي على المستوى العاطفي... لأنه من غير المجدي مثلا أن نصلي لقانون الجاذبية."

لنعد الآن إلى الطرح الأول، أي فكرة إتخاذ ثالوث مقدس للملحدين. صار بالإمكان عدم تناقض هذه الفكرة مع مبدأ الإلحاد شرط الإبتعاد عن التوصيفات الشخصية للآلهة. وبما أننا في عصر متمدن نسبيا قياسا بالحقبة الزمنية التي شهدت ولادة الثالوث المسيحي، فأنا أجزم أننا كملحديين نستطيع أن نأتي بثالوث أفضل وأكثر فائدة من الثالوث المسيحي. نحن لا نبحث عن آلهة لتحدد ما نأكل وما نشرب ومع من نمارس الجنس وكيف نقسم الإرث، إلخ. بل نطمح إلى آلهة تستطيع الإجابة، اما الآن أو في المستقبل، عن الأسئلة الثلاثة الكبرى في التاريخ البشري، وهي:
١. كيف وُجد الكون؟
٢. كيف إنبثقت الحياة من المادة؟
٣. لماذا نطرح نحن البشر هذين السؤالين الأولين؟

لا نملك اليوم جوابا عن أي من هذه الأسئلة الثلاثة. ولكن إن كان هناك من أمل ضئيل في معرفة جواب شاف لهذ الأسئلة فالفضل يعود بذلك إلى المعارف التالية:

١. الفيرياء:
إن كنت قد رأيت أبعد من غيري بقليل، فذلك لأني وقفت على أكتاف العمالقة. إسحق نيوتن
السؤال الأول مرتبط إرتباطا تاما بالفيزياء. الفيزياء هي أساس العلوم كافة وأجملها. روعة الفيزياء تكمن أنه من خلال بعض القوانين الأساسية نستطيع تفسير والتنبؤ بالكثير من الظواهر الطبيعية بدقة متناهية. طبعا لا تملك الفيزياء اليوم جوابا عن السؤال الأول، ولكن عدم امتلاك المعرفة الشاملة هو حافز مهم على مواصلة البحث العلمي بل إن عدم إمتلاك المعرفة هو أفضل بكثير من الإدعاء الزائف بالمعرفة. كما أنه لا يوجد في الفيزياء قوانين مقدسة أو أنبياء. فقد جاء أنشتاين بنظرية النسبية ليعالج ما عجزت عنه ميكانيكا نيوتن الكلاسيكية. ولكن ما جاء به أنشتاين ليس بنهائي. فما زال العلماء اليوم يبحثون عن نظرية جديدة توفّق بين النسبية والميكانيكا الكميّة. وهذا التطور المستمر الذي تتسم به مختلف العلوم يقف كنقيص تام للركود الذي تتسم به الديانات، حيث تضفى هالة القدسية على معتقدات بائدة مما يجعل نقدها أو تصحيحها أمرا مستحيلا.

٢. علم الأحياء
الجهل عادة ما يولد الثقة أكثر من المعرفة: هؤلاء الذين يعرفون قليلا لا كثيرا هم من يصر بثقة تامة أن معضلة ما لن يوجد لها تفسير علمي أبدا. شارلز داروين
علم الأحياء هو علم مستقل نسبيا عن الفيزياء وذلك بسبب التعقيد الكثير للجزيئات البيولوجية كالبروتينات. هذه الجزيئات تتكون من آلاف الذرات المتحدة كيميائيا، مما يجعل إستخدام الفيزياء الكمية لتحديد خصائصها صعبا للغاية. ولذلك يوصف علم الأحياء بأنه من علوم الظواهر (Phenomenology) لأنه غير منبي على القوانين الفيزيائية. هذا لا يعني أن الظواهر البيولوجية لا تتبع القوانين الفيزيائية. ولكن يصعب ربط هذه الظواهر بالقوانين الفيزيائية ربطا مباشرا. ولكن هذا العلم استطاع من خلال نظرية دارون للتطور أن يفسر تنوع الكائنات الحية وأن يردها جميعا إلى مصدر مشترك واحد، وبذلك نسف اسطورة الخلق الإبراهيمية. ولا نستبعد أن يؤدي التقدم في علم الأحياء في يوم من الأيام إلى الإجابة عن السؤال الثاني من خلال التجارب التي تطمح إلى خلق خلايا حية في المختبر.

٣. الفلسفة
لا أعرف كيفية تدريس الفلسفة دون أن أصبح مزعجاً للأديان. باروخ سبينوزا

قد يظن الكثير أن الفلسفة تتعاطى بمفاهيم مجردة لا تمت بصلة إلى الواقع ولا تؤثر على الحياة البشرية. ولكن للفلسفة قيمة عملية مهمة هي وضع الإسس الأخلاقية التي بنيت عليها الحضارات على مر الأزمان. هذه الأسس الأخلاقية التي سَرقت الديانات الإبراهيمية الكثير منها وادعتها لنفسها. وما يميز الفلسفلة على الأديان أن المعايير الأخلاقية تماما كالقوانين الفيزيائية في تطور مستمر. ففي زمن غير بعيد كانت المثيلية الجنسية تعتبر جرما. أما اليوم فقد أدركت معظم المجتمعات المتحضرة أن الخيار الجنسي هو أمر يندرج في خانة الحرية الشخصية. أما المجتمعات التي ما زالت تجرم المثيلية فهي تفعل ذلك بناء على تجريم المثيلية في الكتب المقدسة. وهي لا تستطيع بحكم تدينها الخروج عن هذا التجريم. نحن بأمس الحاجة إلى الفلسفة لمواكبة التطور العلمي المستمر وإعادة تقييم التجربة الإنسانية عند كل منعطف جديد.

ختاما، أنا بالطبع لا أملك البراهين على أن آلهتي الفلسفة وعلم الأحياء والفيزياء هم من خلق الكون. كما لا يملك المسيحيون البراهين على ضلوع الأب والإبن والروح القدس في عملية الخلق. ولكننا كلانا ندين لآلهتي أنا لتفسير مظاهر الطبيعة، للتكنولوجيا التي نستخدمها اليوم في كافة مجالات الحياة، للتطور الطبي في معالجة الأمراض والتقدم المستمر للحضارة البشرية. أما آلهتهم فهديتها إلى البشرية منذ ظهورها إلى اليوم هي القمع ومحاولة اسكات الحقيقة وإعاقة التقدم العلمي.

Saturday, September 11, 2010

العرب وعقدة الأنثى

أجد أن الآيات الأولى من سورة النجم هي أجمل ما ورد في القرآن على الإطلاق من ناحية اللغة
والمعنى. وكلما قرأت هذه الآيات رأيتني مشدودا بسحرها، فأخذت بتردادها مرارا وتكرارا. ربما ما أعجبني في هذه الآيات هي الثقة البالغة التي يتكلم بها محمد ويحاول أن يضفيها عن صدقية الوحي وبطريقة شعرية أو نثرية أخّاذة. مثلا:

٢. ما ضل صاحبكم وما غوى
٣. وما ينطق عن الهوى
١١. ما كذب الفؤاد ما رأى
١٧. ما زاغ البصر وما طغى

وأتساءل أحيانا إذا كانت هذه الآيات تؤجج فيّ أنا الملحد الشعور بالإعجاب والإنبهار فكيف بوقعها على المؤمن بالقرآن ككلام الله؟ طبعا لا أتعجب إن استحوذت هذه الآيات على قلب المؤمن وعقله وجميع حواسه.

الغريب في الأمر أن بعد الآية رقم ١٧ (ما زاغ البصر وما طغى) تتخذ سورة النجم منحى مختلفا كليا لا يتناسج أبدا مع روعة الآيات السابقة. بل يشكل ما بعد الآية ١٧ برأيي أبشع ما ورد في القرآن وأحد أدمغ الأدلة على عدم ألوهيته. لننظر مثلا إلى الآيات التالية من سورة النجم:

١٩. أفرأيتم اللات والعزى
٢٠. ومناة الثالثة الأخرى
٢١. ألكم الذكر وله الأنثى
٢٢. تلك إذا قسمة ضيزى

إن موضوع معاملة المرأة في الإسلام هو أحد أهم النواحي الإسلامية المثيرة للجدل وأبرز المآخذ على الإسلام كشريعة إلاهية. وغالبا ما تتمركز الإنتقادات للإسلام حول أمور كالحجاب، ضرب المرأة، تعدد الزوجات، الإرث، شهادة المرأة أمام القاضي، إلخ. ولكنها تغفل هذه الآيات من سورة النجم مع انها تشكل إدانة واضحة للخالق لا يستطيع المتفذلكين من علماء الدين ردّها أو الإجابة عنها. فهنا يستنكر الله إتخاذ آلهة غيره، وبالتحديد إدعاء أن اللات والعزى ومناة هم بنات إله من آلهة قريش. العجيب الغريب في الأمر ان استنكار الله يتموضع حول كون هذه الآلهة إناثا (لا ذكورا). أي أن الله جعل من هذه المناسبة فرصة لاحتقار المرأة واعتبارها مخلوقا دونيا حتى ولو أن الفرصة لهذا الإحتقار لم تكن في محلها أصلا. وكان بالأجدى لله هنا أن يتنبه إلى مسألة الإشراك به وهي أهم جدا من تفاصيل ثانوية كجنس الآلهة. فالإشراك بالله واعتبار أنه إتخذ ولدا هو كفر بحد ذاته. ما قل هذا الكفر أو زاده جنس المولود. هنا يتناسى الله أحد أهم ركائز الإسلام (عدم الإشراك بالله الذي لم يلد ولم يولد) ليركز غيظه على كون جنس آلهة قريش إناثا.

إذا تكشف هذه الآيات عن نظرة فلسفية مجردة للمرأة لا تتأثر بالزمان والمكان. فربما يستطييع علماء الدين تبريير العديد من الإساءات الواردة في القرآن للمرأة من خلال ربط ما ورد في القرآن بالظروف الإجتماعية المواكبة لزمن إنزال الآية. نسمع مثلا أن الإسلام أعطى للمرأة مكانة أفضل مما كانت لها عليه في الجاهلية (مع انني لا أتفق مع هذه المقولة). ولكن كيف يبرر العلماء تغافل الله عن الإشراك به، وتهجمه على المرأة بهذه الطريقة البغيضة الغير مبررة تماما؟ ولا يتوقف غضب الله على المرأة في سورة النجم عند الآيات ٢٢-١٩ بل يكمل:

٢٧. إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى

بالنسبة لإله القرآن إن إضفاء إسم أنثى على الملائكة هي إساءة بحد ذاتها! إذا ليست المرأة فقد مخلوقا دونيا، ولكن لغويا أيضا الإسم المؤنث هو أدنى من الإسم المذكر. نسأل هنا ماذا لو كانت العربية كلغات أخرى لا تفرق بين المذكر والمؤنث؟ أي إذا كانت اللغة مجرد آداة لإيصال فكرة، فما قيمة هذه الآية التي تعتبر أضفاء صفة الأنوثة على مخلوقات غير إنسانية كالملائكة نوعا من الهرطقة.

ربما تنبثق هذه الرؤية الإسلامية المحقرة للأنثى من عوامل نفسية لكاتب (أو كاتبي) القرآن. نعلم مثلا أن محمد لم ينجب ذكورا وكان هذا الأمر سببا لمعايرته من قبل أعدائه من قريش، مما اضطر الله لإنزال سورة الكوثر ليواسي بها محمد ويخفف من آلامه النفسية:

إنا أعطيناك الكوثر، فصلي لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر.

وربما ان لسورة النجم كغيرها من سور القرآن عدة مؤلفين مما يفسر هذا التناقض الغريب بين روعة الجزء الأول وبشاعة الجزء الثاني. في كلتا الحالتين تبين هذه الآيات بدون شك عن عقدة نفسية دفينة تجاه الأنثى أكانت مربوطة بشخص محمد أو مجتمع بكامله. وما زال مجتمعنا العربي اليوم حاملا لهذه العقدة الموروثة بسب تمسكنا بمعتقدات بدائية بالية.

Saturday, August 7, 2010

الله وهتلر

غالبا ما نسمع أن الأديان السماوية قد أتت كرسالة من الخالق لنشر المحبة والتسامح والأخلاق الحميدة بين البشر. وإذا تحاورت مع المتدينين عن مساوئ الديانات والحروب التي نتجت عنها، وجدّت المدافعين عن هذه الديانات يدّعون أن من قام بقتل البشر بإسم الدين هو خارج عن الدين. أي أن بن لادن وجورج بوش مثلا لا يمثلون الإسلام والمسيحية، وهما ديانتا حب وسلام وتسامح. وبعد تفكير ملي وجدّي إستنتجت زيف هذه المقولة، بل أكثر من ذلك توصلت إلى أن الديانات الإبراهيمية بالذات هي أشبه بالنازية من حيث المعتقد.

للنازية رؤية محددة في كيفية الحكم. تتميز هذه الرؤية بالإستبداد والتوتاليتارية. فمن لم يؤمن بالعقيدة النازية أصبح مدانا وملاحقا متى استلم النازيون مقالد السلطة. ولقد تجسدت هذه التوتاليتارية بأبغض أشكالها من خلال المحرقة اليهودية. فقد آمن هتلر بدونية اليهود (وشعوب أخرى) وشرّع بذلك بتصفيتهم لا لذنب أو جرم إقترفوه، بل فقط لإختلاف عقيدتهم وجنسهم (ولو كان للعرب والأتراك تواجد كبير في المانيا في تلك الحقبة لما توانى هتلر عن إبادتهم أيضا).

أما الديانات الإبراهيمية فتؤمن جميعا بوجود مكان في الحياة الأخرى يسمى بالنار أو جهنم، يعذب فيه بعض البشر. ولو كان هذا المكان حكرا على من ارتكب جرائم فظيعة في الحياة ما كانت المقاربة بالنازية في محلها. ولكن إذا تمعنّا في دراسة هذه الأديان وجدنا أن الجرائم كالقتل والإغتصاب والسرقة تعتبر أخطاء ثانوية لا تحْرم مرتكبيها من الغفران. أما الخطأ الأكبر الذي لا يغتفر فهو عدم الإيمان بذلك المعتقد. ففي المسيحية مثلا نرى بوضوح أن المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص (يوحنا 14:6 قال له يسوع انا هو الطريق والحق والحياة ليس احد ياتي الى الاب الا بي). وقد تجادلت مرارا مع إنجيليين مسيحيين يؤمنون أن من مات وهو غير مؤمن بالمسيح فهو ذاهب حتما إلى النار مهما كان صالحا في حياته. نجد نفس المقاربة طبعا في الإسلام حيث يغفر الله ما شاء من ذنوب إلا "أن يشرك به".

تصبح الصورة الآن أكثر وضوحا. فهذه المعتقدات الإبراهيمية لا تهتم بإنتاج مجتمع صالح كما يدّعي المتدينون بقدر ما تهتم بفرض عقيدتها على البشر تحت طائلة الملاحقة القانونية... أي التهديد بالحرق في نار أبدية. ولو كان الأمر غير ذلك لما احتجنا إلى هذه الديانات في الأساس، لأن ما يعرف بالأخلاق الإنسانية التي تحدد الخطأ والصواب وجدت عند قدماء اليونان قبل ظهور الأديان بمئات السنين. الديانات الإبراهيمية إذا كالنازية تتطلّب الطاعة التامة من البشر، وتعاقب من لا يؤمن بها بمحرقة تفوق محرقة هتلر بشاعة.

يمكن أن نُبَيّن إختلافا واحدا بين محرقة هتلر والمحرقة الإلهية يكمن بأن الأولى هي محرقة حقيقية تواجدت على الأرض في زمن ما، أما الثانية فهي محرقة وهمية لا توجد إلا في عقول المتدينين. ولا يُبرئ هذا الإختلاف الأديان من الصفة النازية للسبب التالي. إِنّ النيّة في تجريد البشر من إِنسانيتهم ليصبح "حرقهم" مشروعا (بل ويمثل عدالة إنسانية كانت أم إلاهية) موجودة عند الفئتين. صحيح أن معظم المتدينين لا ينادون بإنشاء محارق على الأرض للتخلص من أعدائهم، ولكن مجرد الإيمان بفكرة النار يُعد خطوة أولى ومهمة لتقبل مبدأ المحاكمة والتنكيل بالآخر. ونستطيع أن نستخلص من التاريخ كيف استخدمت هذه الفكرة من قبل المسيحيين لإستباحة قارة باكملها هي أميركا اللاتينية وإبادة سكانها الأصليين. أضف أننا إذا نظرنا إلى أوروبا العصور الوسطى لوجدنا أن المحرقة الإلهية لم تكن وهمية بل كانت محرقة حقيقية استخدمت للتخلص من كل من عارض سلطة الكنيسة (وهي طبعا تمثل سلطة الله على الأرض). أما الأمثلة الإسلامية من الفتوحات إلى يومنا هذا فهي كثيرة وليست بأفضل.

نستخلص أن كلّ من آمن بالنار معتبرا أنها مصير طبيعي لكلّ من لم يتبع ملته فهو لا يختلف كثيرا عن النازيين في المعتقد. أما الملحدون الإنسانيون (atheist humanists) وأنا أحدهم فلا مقدرة عندنا لتبرير التنكيل والتعذييب بأي إنسان مهما كانت خطيئته، لأن ذلك يتعارض مع مبدأ الإنسانية. على العكس فنحن نتفهم تعصب المتدينين وعمى بصيرتهم على أنه نتاج هذه البيئة الدينية ذات المعتقدات البدائية الموروثة أبا عن جد. وفي النهاية أقول لرفاقي المتدينين: لا أتمنى لكم عذابا أبديا بل أتمنى لكم تنوّر بصيرتكم.

Saturday, July 17, 2010

Who is more moral: Satan or Allah?

There are numerous verses in the Quran that have gained much attention and debate for dealing with the issue of the status of women in Islam. Few examples are the infamous verse 4:34 which allows the beating of wives, verse 2:282 which decrees that the eyewitness testimony of a woman in front of a judge is worth half that of a man, and verse 24:31 which is interpreted as a call for women to wear hijab (veil). Islamic scholars offer a multitude of responses to these verses. The majority accept the literal interpretation of the verses. This group of scholars truly believe that the role of a woman in society is as mother and a home keeper only. They accept that God has ordered women to cover up their faces and has allowed men in certain situations to beat their wives as punishment. They do not admit that such views are degrading to women, but rather justify these views as God's special rules to protect women for their own good. Moderate and progressive scholars on the other hand come up with elaborate interpretations to lessen or subdue the harsh message of these verses (though as discussed in an earlier article, I personally believe that no interpretation no matter how smart it is can justify verse 4:34 when considering that it is spoken by a deity).

The subject of this article are
verses 53:19-53:22 of the Quran which reveal God's great contempt for women in a pure philosophical and abstract sense, such that even the most moderate and enlightened Islamic scholar would not be able of defending the views conveyed in these verses. I have to mention here that verses 53:19-53:22 have gained much attention for all the wrong reasons. They are at the heart of the satanic verses story, which claims that the original version of verses 53:19-53:22 was inspired by Satan before Muhammad acknowledged his mistake and replaced them with the proper (Godly) version. First, let's examine verses 53:19-53:22 as they appear in the Quran today (i.e. the Godly version not the unofficial satanic version):

أفرأيتم اللات والعزى
ومناة الثالثة الأخرى
ألكم الذكر وله الأنثى
تلك إذا قسمة ضيزى


and the English translation:

Have ye thought upon Al-Lat and Al-Uzza
And Manat, the third, the other?
Are yours the males and His the females?
That indeed were an unfair division!

Al-Lat, Al-Uzza, and Manat are three Goddesses worshiped by Quraysh (the prophet's tribe) and believed to be the daughters of God. We know for sure that they were highly esteemed Gods of Quraysh as evident from the pre-Islamic names (e.g. the name of one of  the uncles of the prophet was Abdul-
Al-Uzza, meaning slave of Al-Uzza). In these verses, God seems to take offense with worshiping of the three Goddesses specifically because of the claim that God has daughters (as opposed to the men of Quraysh who have sons).

I will argue that these verses are even more demeaning to women than
verse 4:34 that allows the beating of wives. This is because all the issues surrounding lives of women whether beating of a disobedient wife or allowing polygamy can be understood in terms of the cultural habits of the time. This is not the case with verses 53:19-53:22, in which turning the subject of the worship of the three Goddesses into a gender issue was totally unwarranted. To further highlight this Godly blunder consider the first and most important pillar of Islam: to believe in one and only one God that neither was born to anyone nor had children (He begetteth not nor was begotten). Claiming that God has three daughters (or sons) is sufficient to make one a kafir (Infidel). God indeed did not need to turn this into a gender issue. However, it really seems that God was so fixated on demeaning women that he forgot about the first pillar of Islam and went out of his way just to declare how unfair it is for one to have daughters as only children. The sad thing is that the Arab world today (1400 years after the birth of Islam) still follows in the footsteps of their God by favoring sons over daughters in every aspect of life.

Now for the sake of comparison, let's examine the unofficial satanic verses which are considered by some Muslims to be the work of the devil:



Have ye thought upon Al-Lat and Al-Uzza
And Manat, the third, the other?
These are the exalted cranes (intermediaries)
Whose intercession is to be hoped for.

The claim here is that in a moment of weakness Muhammad acknowledged the special status of the three Goddesses and approved of praying to them. Muslims are embarrassed by this version of the verses and many refute the basis of the satanic verses story altogether. I see a rather different picture. Here we have a God who is embarrassed by the claim that he has daughters and a devil who encourages praying for female Goddesses. I would pick the devil any day over such a sexist God! Who would you pick?